نتنياهو يحرق إسرائيل.. احتجاجات تغلق الكنيست وبايدن يدعو نتنياهو لوقف التعديلات القضائية فورا
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات الإسرائيلية ضد التعديلات القضائية، في محيط الكنيست الإسرائيلي، ما أدى لإغلاق الكنيست، في الوقت الذي دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف التعديلات القضائية فورا، في ظل الانقسام الواسع في إسرائيل، حيث من المقرر أن يصوت الكنيست اليوم الاثنين على أحد بنودها الرئيسية.
وأعرب بايدن -في تصريحات لموقع أكسيوس (Axios) الإخباري مساء أمس الأحد- عن قلقه الشديد من مشروع التعديلات القضائية في إسرائيل، وقال إنه “أصبح أكثر إثارة للانقسام”.
وأعرب بايدن عن دهشته، لاستعجال القادة الإسرائيليين التصويت على المشروع في ظل ما وصفه بالتهديدات والتحديات التي تواجهها إسرائيل، داعيا هؤلاء القادة إلى التقريب بين المواقف وتحقيق التوافق.
وتظاهر آلاف الإسرائيليين، أمس الأحد، أمام المجمع الحكومي الذي يضم رئاسة الوزراء والكنيست والمحكمة العليا في القدس، احتجاجا على مضي حكومة نتنياهو في التغييرات التي تحد من صلاحيات المحكمة العليا.
ومساء الجمعة، هدد 1142 من جنود الاحتياط في القوات الجوية الإسرائيلية، بينهم طيارون مقاتلون، بتعليق خدمتهم التطوعية إذا أقر الكنيست مشروع القانون.
يأتي ذلك، في الوقت الذي تبدأ فيه اليوم الاثنين، جلسة غير عادية للكنيست لتمرير بند رئيسي يقضي بوقف قانون “ذريعة المعقولية” الذي يمنح المحكمة العليا صلاحيات إبطال قرارات السلطة التنفيذية.
ومن المقرر أن يصوت الكنيست بالقراءة الثالثة والأخيرة على هذا التعديل اليوم الاثنين.
وإذا تم إقرار التعديل بالغالبية فإن البند الرئيسي الأول في مشروع التعديلات القضائية سيصبح قانونا نافذا. وتشمل التغييرات المقترحة الأخرى إعطاء الحكومة دورا أكبر في تعيين القضاة والحد من سلطة المستشارين القانونيين الملحقين بالوزارات.
وخاض الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مساء الأحد مفاوضات الساعات الأخيرة من أجل التوصل إلى تسوية بين المعارضة وحكومة نتنياهو.
وتوجه هرتسوغ -العائد للتو من زيارة للولايات المتحدة- إلى مستشفى “شيبا” للقاء نتنياهو الذي خضع ليل السبت لعملية جراحية لزرع منظم لضربات القلب. والتقى هرتسوغ لاحقا زعيم المعارضة يائير لبيد.
من جهته، قال نتنياهو في مقطع فيديو نشره مكتبه إنه في حال جيدة وسيواصل الجهود لاستكمال التشريع، وأضاف أنه سينضم صباح الاثنين إلى زملائه في البرلمان.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد استندت على “ذريعة المعقولية” لإجبار نتنياهو على إقالة وزير في الحكومة بسبب إدانته سابقا بتهمة التهرب الضريبي.
صهيونية دينية
فيما يرى المحلل السياسي والباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين، أن ما يجري من طرف الحكومة الإسرائيلية، يأتي في سياق طريق الصهيونية إلى أن تكون دينية بحتة، بعد 75 عاما من مرحلة دمج اليهودية بالديمقراطية، التي كانت بطبيعة الحال لصالح الداخل الإسرائيلي ومواطنيه.
وأشار في حديثه إلى أن نتنياهو عندما عاد للسلطة في حكومته الثانية عام 2009، كان لديه هدف واحد، وهو بسط سيطرة اليمين بشكل كامل على مراسم الحكم داخل إسرائيل، وهو الأمر الذي يؤرق المحتجين داخل تل أبيب، لافتا إلى أن دولة الاحتلال لم تشهد استقرارا سياسيا منذ عام 2018 بسبب هذا الخلاف.
وأكد أن هذه التطورات سيكون لها تأثير على الواقع الفلسطيني، من خلال تداعياتها في الجيش والمجتمع الإسرائيلي، كما أنه في حال إقرار تلك التعديلات، ستزيد سياسة الاستيطان أكثر مما هي عليه.