حزن شديد قد ألم بي و ضاقت بسببه نفسي و تألمت روحي و كل من يسمع باختفاء الأذان في بلادنا بسبب دعوى الانزعاج منه من أناس لا نعلم عنهم إلا ادعائهم الفارغ بذلك، و حسبنا الله ونعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم..
تقليد غريب و ظاهرة أكثر غرابة سمعتها مؤخراً من أكثر من مصدر، كلهم من سكان الأحياء الراقية مبان، المتواضعة سلوكاً و دينا..
هذه الظاهرة المقيتة، هي اختفاء رفع الأذان في مكبرات الصوت الخارجية لإعلام الناس و إسماعهم الأذان في وقت كل صلاة كما اعتاد الناس، و ذلك في كل من مدينة نصر و التجمع و الرحاب و الشروق و كل المدن العمرانية الجديدة، حيث نقل لي العديد من ساكنيها أنهم لا يسمعون الأذان في أحيائهم تلك مطلقاً، حتى النداء لصلاة الجمعة، فهل هذا من الدين الإسلامي الحنيف في شيء في بلد جله و سواده الأعظم من المسلمين؟!
أين إشاعة جو الشعائر الإسلامية في بلادنا يا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية؟!
ألسنا دولة مادتها الثانية في الدستور تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع؟! و أن مصر دولة عربية إسلامية؟!
هل باتت شعائر الإسلام و المسلمين رهن فكر قلة علمانية صوتها عال مرتفع فقط باستنكارها؟!
أليس من الدين نشر شعائر المسلمين في شوارعهم و أزقتهم و حاراتهم و أحيائهم و مناطقهم السكنية؟!
أليس قول النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا في الحديث الشريف صحيحاً؟!
و هو الذي نصه
” و أذن للصلاة و إن كنت في غنمك و في شعف الجبال”
هل بتنا نخشى رفع صوت الملحدين الباغين للبرئاء العنت و للمسلمين طمس الهوية الإسلامية و شعائرهم؟!
نعم، نجعل الصلوات في داخل المساجد، لكن الأذان و الإقامة و خطبة الجمعة الأسبوعية لا بد أن تكون في الميكروفونات الخارجية لنشر الجو الإيماني العام في مجتمع كثرته الكاثرة من أهل الإسلام الحنيف، أم أننا كمؤسسات دينية رسمية نخاف من صوتهم؟!
أيها العالم الجليل وزير الأوقاف، إنك لست مسؤولاً فقط عن نظافة بيوت الله تعالى بل عن إقامة شعائر الله فيها و نشرها و جعلها بين المسلمين خفاقة عالية، حتى تستطيع الرد على ربك يوم القيامة، و اعلم أن الموظفين في المساجد و أئمتها لك تبع، يأتمرون بأمرك و ينتهون بنهيك، فالله الله في شعائر المسلمين، و الله الله في نشرها لنا و إعلامنا بمواقيتها، فقد ازدحمت الحياة بتفاصيل تلهي العابد الزاهد و العالم العامل عن دينه، فكن للناس على طاعة الله تعالى معيناً و للدين الإسلامي نصيرا، يكن الله تعالى لك معينا و نصيرا، و هو القائل و سبحانه و تعالى أصدق القائلين
” يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم”..
و ربما لا تعلم فضيلتكم عن هذا الأمر المشين شيئا، و ها قد أوصلناه إليك و بلغناه لك و ننتظر منك أوامر صارمة و عقوبات للمخالفين حازمة، و نحن واثقون في تفاعلكم السريع كما لمسنا ذلك منكم بأم أعيننا..
و ربما كان غير صحيح، فننتظر ردكم الكريم علينا لنصححه و نظهر حقيقة ذلك..
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل..