سلايدرمقالات

غياب دور المدارس بسبب الدروس الخصوصية.. و الحكومة لا تهتم بهذه الكارثة

 

بقلم/ مروة رضا

تشهد مصر في الآونة الأخيرة ظاهرة ازدواجية التعليم، حيث يستبدل الطلاب تدريجيًا الدروس الخصوصية في المراحل التعليمية الأساسية بالمدارس الرسمية و ينبغي أن نتعامل مع هذه المشكلة بجديّة، حيث تتسبب في تفاقم الفجوة التعليمية بين الطلاب وتؤثر سلبًا على جودة التعليم العام في البلاد.

تعتبر ازدواجية التعليم أحد التحديات التي تواجه النظام التعليمي في مصر، حيث يلجأ العديد من الطلاب وأولياء الأمور إلى الاستعانة بالسناتر والدروس الخصوصية لتعلم المناهج الدراسية، بدلاً من الاعتماد على المدارس الحكومية.

ويترتب على هذا التحول العديد من الآثار السلبية، وعلى رأسها الأضرار النفسية الناتجة عن ضغط الطلاب لإتقان المناهج والتحضير للامتحانات بشكل سريع، مما يؤدي إلى تراجع نوعية التعليم والتعلم.

وسنتناول أسباب هذه الظاهرة والتحديات المرتبطة بها، وسنقدم بعض الحلول المحتملة للتغلب عليها.

أسباب ازدواجية التعليم في مصر:
1. نقص جودة التعليم العام: تشهد المدارس الرسمية تحديات في توفير جودة التعليم وتوجيه الاهتمام الكافي للطلاب. هذا يدفع العديد من الأسر إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية لضمان تحصيل أفضل لأبنائهم.

2. اكتظاظ الفصول: يواجه الكثير من المدارس الرسمية مشكلة الازدحام في الفصول الدراسية، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم وتفاعل المعلم مع الطلاب. يعتبر هذا الوضع مؤثرًا في قرار الأهالي بتوجيه أطفالهم للسناتر الخصوصية.

3. الرغبة في التفوق الأكاديمي: يعتقد البعض أن الدروس الخصوصية يمكنها تحقيق نتائج أفضل وزيادة فرص الحصول على درجات عالية في الامتحانات، مما يدفعهم إلى الاعتماد على هذه السناتر بدلاً من الدروس في المدارس الحكومية.

التحديات المترتبة على ازدواجية التعليم:
1. عدم المساواة: تؤدي هذه الظاهرة إلى تفاقم الفجوة بين الطلاب الذين يحصلون على تعليم جيد في المدارس والطلاب الذين يلجؤون إلى الدروس الخصوصية. يعني هذا أن الأطفال ذوي الدخل المحدود قد يجدون صعوبة في الوصول إلى التعليم ذو الجودة العالية.

2. استنزاف الموارد: يستهلك العديد من الأسر ميزانياتها في تكاليف الدروس الخصوصية، وهو ما يزيد من العبء المالي على الأسر ويمكن أن يؤدي إلى تقليل الاستثمار في التعليم الرسمي.

حلول لمواجهة ازدواجية التعليم:
1. تحسين جودة التعليم الرسمي: ينبغي على وزارة التربية والتعليم تقديم إصلاحات جذرية لتعزيز جودة التعليم في المدارس، بما في ذلك تدريب المعلمين وتطوير المناهج الدراسية لتكون أكثر جاذبية وتوافق احتياجات الطلاب.
2. تخفيف الاكتظاظ في الفصول: يجب توفير مساحات تعليمية وفصول دراسية كافية للطلاب، وذلك من خلال بناء وتطوير مرافق تعليمية جديدة، وتجهيز المدارس الحكومية القائمة بالفعل بالموارد اللازمة.

3. تشجيع التفوق الأكاديمي في المدارس الرسمية: من خلال توفير برامج مثيرة للاهتمام وتحفيزية، وتقديم دعم إضافي للطلاب المميزين، يمكن تشجيع الأهالي على إبقاء أبنائهم في المدارس الرسمية وعدم الاعتماد بشكل كامل على الدروس الخصوصية.
4. التوعية والتثقيف: يجب أن تتعاون الحكومة ووزارة التربية والتعليم مع الأسر والمجتمع لتوعية الأهالي بأهمية الاعتماد على التعليم الرسمي ووضع خطط مشتركة للتصدي لأزمة الازدواجية في التعليم والحد منها.

في النهاية :
يتطلب تحقيق تعليم ذو جودة عالية وخال من الازدواجية في مصر، تعاونًا شاملاً بين الحكومة ووزارة التربية والتعليم والمدارس والأهالي والمجتمع. يجب علينا التركيز على تعزيز التعليم الرسمي وتحسين جودته، وتوفير فرص متساوية للجميع للوصول إلى تعليم عالي الجودة بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الاقتصادية. إذا تم تطبيق الحلول المشتركة، يمكننا بناء نظام تعليمي قوي يلبي احتياجات وتطلعات الشباب ويسهم في تحقيق تطور مستدام لمصر.

ويجب أن ندرك أن ازدواجية التعليم في مصر تشكل تحدياً هاماً يجب مواجهته بشكل هادف وجاد.
علينا أن نعمل على تحسين مدارسنا الحكومية وتطويرها، وتعزيز جودة التعليم المقدم فيها، بغية تلبية احتياجات الطلاب وتشجيعهم على الالتحاق بها بدلاً من الاعتماد الكلي على الدروس الخصوصية.

Eslam kamal

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى