سلايدرمقالات

مَسَّاحُ الْجُوخْ.. المنافق الشيك لمدرائه يترقى قبل زملائه

بقلم/ مروة رضا

المصداقية والصدق هما عمودان أساسيان يبنى عليهما أي نظام عمل فعَّال.

إلا أنه في عالَم الأعمال، تُعتبر مشكلة النفاق الوظيفي أحد الظواهر المخيفة التي تُهدد الكفاءات وتسبب خسائر هائلة للشركات والهيئات.

فالتملُّق والنفاق ينطويان على تظاهر الموظفين بالولاء والتفاني، في حين يخفون الأجندة الخفية والأهداف الشخصية التي قد تؤدي إلى تراجع أداء الفريق أو حتى تآكل الثقة بين الزملاء.

فيعاني العديد من المديرين وأصحاب الشركات من تأثير النفاق الوظيفي على بيئة العمل وكفاءة الفريق الوظيفي.

فقد يؤدي التملق والنفاق إلى تعرض أصحاب المواهب الحقيقية والمتفانية للتهميش وعدم الاعتراف بإسهاماتهم.

هذا يؤدي بالتأكيد إلى ضعف الأداء وفقدان الفرص القيمة للشركة لاستغلال هذه المواهب النادرة في تحقيق أهدافها.

ويترتب على النفاق الوظيفي آثار وخيمة على الشركات والهيئات التي تعتمد على الكفاءات العالية ورؤية موحدة لتحقيق النجاح. ففي أجواء مليئة بالنفاق، تُركز الطاقات على الأجندات الشخصية والمكانة الاجتماعية بدلاً من تحقيق أهداف الفريق والمؤسسة فيؤدي النفاق إلى فقدان الثقة بين الزملاء وعجزهم عن التعاون المثمر وتحقيق الإنجازات الجماعية.

ولذا، يجب أن تلعب الهيئات الرقابية دورًا بارزًا في توعية الموظفين ومحاربة ظاهرة النفاق الوظيفي.

فتعد الهيئات الرقابية والإدارة المستقلة ذات الاختصاص في فحص وتقييم القدرات والمهارات من بين الحلول المهمة لمكافحة مشكلة النفاق الوظيفي.

يجب أن تكون للهيئات دور فعال في تنفيذ اختبارات دورية من أجل تحديد المستوى الفني والمهني للموظفين مهما كانت صلاحياتهم ودورهم الحالي في الشركة.

بفضل هذه الاختبارات، يمكن تحديد الأفراد الذين يبرزون في مجالات عملهم ولديهم المؤهلات اللازمة لتسلم المسؤوليات الأعلى.

ليس هذا فقط، بل يمكن لاختبارات التحقق من المستوى العمل كأداة قوية للحفاظ على حقوق الموظف الملتزم.

فعندما يتم تحديد مستوى الأداء والكفاءة بوضوح، يمكن للموظفين الملتزمين الاحتجاج عندما يتم تهميشهم بالظلم أو عندما يتم استعمال التملق والنفاق لتجاهل جهودهم.

علاوة على ذلك، يجب تعزيز ثقافة المصداقية والنزاهة في بيئات العمل. ينبغي على الشركات والهيئات تشجيع الموظفين على التواصل المفتوح والصريح والتعبير عن الرأي بكل ثقة، مع ضمان عدم وجود أية عقوبات تنتقم من الموظفين الملتزمين بالشفافية والنزاهة.

فإذا تحركت الشركات نحو تعزيز الشفافية وتعزيز النزاهة الوظيفية، فإنها ستنتج بيئة عمل تشجع على التفوق والمرونة والابتكار.

فيجب أن تكون ايضاً الشركات على استعداد لاتخاذ إجراءات جادة للمحافظة على حقوق الموظفين الملتزمين والحفاظ على روح النزاهة والنمو المستدام.

بشكل عام، يجب أن تكون القيادات العليا قدوة في التصرف بشكل صادق وملتزم، من خلال القيام بأفعال وأقوال تتناسب مع القيم التنظيمية ويتعين تشجيع التفاعل الإيجابي بين الزملاء لبناء بيئة عمل تتسم بالثقة والشفافية والتعاون.

باختصار، يجب أن تصبح التجارب واختبارات التحقق من المستوى جزءًا أساسيًا من ثقافة الشركة، ويتعين على الهيئات أن تكون هناك خطط وقواعد للتأكد من النزاهة ورصد أي مظاهر للتملق الوظيفي. هذا سيؤدي بالتأكيد إلى تحسين الأداء واستقرار الشركة وتحقيق النجاح الذي يصبو إليه الجميع

فإن التغلب على مشكلة النفاق الوظيفي يتطلب العمل المشترك من الهيئات والموظفين لتعزيز الثقة المتبادلة وتحقيق أهداف المؤسسة بكفاءة ونزاهة. واستدامة هذه الجهود يمكنها أن تحمي حقوق الموظف والمؤسسة، وتعزز النمو المستدام والتفوق في بيئة العمل.

في النهاية، يجب أن يُدرك العاملون أن النفاق الوظيفي لا يعد سلوكًا مناسبًا أو قابلًا للتسامح. يجب أن يتم تعزيز قيم الصدق والنزاهة والشفافية بين الموظفين، حتى يتمكنوا من تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية والتحصيل العلمي.

 

خالد كامل

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى