تقارير و تحقيقاتدنيا ودينسلايدرمقالات

رئيس التحرير يكتب: بين الرسول و السنوار..20 رمضان ذكرى فتح مكة و حلم السلام مع اليهود

 

كان يوم المرحمة، رغم إعداد النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً له، و كان قادراً على جعله يوم الملحمة، لكنه رحمة للعالمين صلوات ربي وسلامه عليه، فحفظ في أهله و عشيرته وشائج القربى و أواصر المحبة و الأسرة الواحدة، و إن كان أهل مكة يومئذ محاربين له غير مؤمنين بالله العظيم و لا برسالته.

الغريب أن بعض شذاذ المسلمين في الرأي و الذين يستخدمهم معسكر أمريكا و الاحتلال للضغط على حكامنا، يتخيلون أن المفاوضات مع أمريكا و إسرائيل و أوروبا و هم العالم الصهيوصليبي الجديد، يمكن أن تؤتي ثمارها و تحقق سلاما و تحرر أرضا و تصون عرضاً و تحرر مسجدنا الأقصى المبارك، ألا قبحهم الله هم و تخيلهم و فكرهم و جهدهم، أما علمتم أن هؤلاء اليهود نقضوا العهود والمواثيق مع الأنبياء والمرسلين أنفسهم، بل قتلوهم؟!!

و قد كانوا رسل الله تعالى إليهم يتفكرون في هدايتهم، فقرروا هم قتلهم و إبادتهم؟!

 

و البعض الآخر ممن يلتهي بالمسلسلات و الأفلام و المباريات، التي بدأت ثمارها معهم الآن بعد انطلاقها ضد الأمة الإسلامية زهاء قرن مضى من الزمان، حتى حولت نخوتهم إلى خنوع و دعة و ركون إلى تزييف الحقائق و التاريخ لإراحة ضمائرهم من التأنيب، فقرروا نشر الكذب و التدليس و تزييف الوعي الجمعي لدى شباب الأمة الإسلامية بأن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم، و هذا محض كذب متعمد و افتراء، و لكنه يريح ضمائرهم العفنة، و لو شاهدوا ضمن ما شاهدوا من مسلسلات بجملة لهوهم، مسلسل التغريبة، لشاهدوا بعض الحقائق المؤلمة و لكنها توعوية، لكنهم آثروا رؤية و مشاهدة الزيف لا الحق.

و البعض الآخر و هذا غالبنا يرى أن الدعاء لهم بالنصر و التمكين و التحرير هو أقصى درجات الجهاد و التعاون و المساعدة في هذه الظروف المحيطة بنا القاسية و بدولنا و أن أعداء الملة و الدين يتربصون بنا الدوائر في إشعال نار الحدود و الاستقلال الوطني و الاقتصاد، و لكن النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً خاض الغزوات و هو أولى الخلق بقبول الدعاء و الاستجابة له من رب العالمين، لكنه اتبع السنن الربانية و أخذ بالأسباب البشرية مثل الإعداد و التسلح و الاكتفاء الذاتي من كل الاحتياجات، ثم غزا و انتصر.

و إلى حين تلك اللحظة الحاسمة التي هي قادمة لا محالة فإنه يجب علينا فقط الإعداد مثله وفق نهجه الشريف،  و هو يبدأ بتربية أولادنا و تربية النفس على طاعة الله تعالى و رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً، مثل أسيادنا من شباب و فتيات فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة التي حفظت شرف الأمة الإسلامية كلها في أرض الرباط، أرض المحشر و المنشر..

و الذين تولى قيادتهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، مثل يحيى السنوار و محمد الضيف و أبو عبيدة و حرائرهم، حفظهم الله تعالى جميعاً و أيدهم بنصره و بالمؤمنين.

فقد انتهجوا نهج النبي صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً و اقتفوا أثره و أثر صحابته الكرام عليهم الرضوان، فكانوا خير خلف لخير سلف، فقضوا مضاجع أهل الطغيان و الكفر و الشرك و زلزلوا الأرض تحت أقدامهم و جعلوها من تحتهم نارا تلظى، و هم ثلة قليلة و طائفة ضعيفة و لكنهم استقووا بالقوي سبحانه وتعالى بعد أن قدموا حياتهم له و في سبيله، فربح بيعهم و قبله الله تعالى فيما نرى و نحسب و نرجو لهم ذلك.

و كلامي موجه لكل الشعوب العربية و الإسلامية، لأن بعضهم ينفخ في النار ضد مصر لتنزلق في متاهات و حروب ضد الاحتلال الإسرائيلي، و عندها سيقفون موقف المتفرج الشامت الداعم للكيان الصهيوني الغاصب عيانا بيانا نهاراً جهاراً، و مصر لا يمكن أن يزايد عليها أحد في دعم القضية الفلسطينية زهاء 7 عقود، حينما كانت تلك الدويلات قبائل شتى متناحرة على مشيخة القبيلة و الديرة و الخيام، فليعلم كل منا مكانه و حجمه و مقامه..

هذا هو أحد الدروس المستفادة من فتح مكة و غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً..

 

خالد كامل

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى