دنيا ودين
أخر الأخبار

خمسة أعمال تغير من حياتك

يبحث المسلم عما يبيض وجهه أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، ويرفع عنه العذاب ويقع تحت ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، في الوقت الذي دائما ما يوجه الشرع الشريف إلى ما يستثمر فيه المسلم طاقاته لنيل أعظم الثواب وتحصيل الخير له ولغيره من المسلمين.

ومن أبرز ما تستثمر به طاقتك في عمل الخير وتحصيل الثواب العظيم سبع أعمال هي:

(1) معرفة الحلال والحرام بالتفقه في الدين وحفظ القرآن الكريم:

يجب على المسلم أن يستثمر وقته بمعرفة الحلال والحرام و طلب العِلْمِ، قال الله تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (طه:114) وقال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الزمر:9)

وقال جَلَّ شانه: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (المجادلة:11)

وقال تعالى: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122)

وروى الشيخانِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.

(2) الحث على الخير والهداية بالموعظة الحسنة:

الدعوة إلى الله تعالى وإلى فعل الخير مجالٌ خصب لاستثمار الوقت، فهي وظيفة الأنبياء والمرسلين وهم خير عباد الله تعالى، وهم سفراء الله إلى خلقه، إن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة هي وظيفة خلفاء الأنبياء من العلماء العاملين الصادقين، وهي أفضل الأعمال بعد توحيد الله تعالى والإيمان به، لأنها سبب في هداية الخلق إلى الله تعالى، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت:33)

وقد أمرنا الله عز وجل بالدعوة إلى توحيده وطاعته بالحكمة والعلم الصحيح النافع من الكتاب والسنة. يقول الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125)

وروى الترمذيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءا سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ غَيْرَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ.

(3) عمارة المساجد وذكر الله:

إن عمارة بيوت الله تعالى بالمحافظة على الصلوات المفروضة ومدارسة حلقات العلم النافع وغير ذلك من الطاعات، التي ترفع شأن صاحبها عند الله تعالى، باب عظيم للمسلم الواعي لاستثمار وقته. يقول الله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (التوبة:18)

قال بعض السلف الصالح:إذا رأيتم الرجل يعمر المسجد فحسنوا الظن به.

وعمارة المساجد تشمل أيضًا بناءها وتعاهدها بالنظافة وتوفير الماء للمصلين وإعداد الفرش ورفع الأذان في وقته وغير ذلك.

 (4) قضاء حوائج المسلمين:

يمكن للمسلم أن يستثمر وقته في قضاء حوائج إخوانه المسلمين. يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) (البقرة:215)

وقال سبحانه وتعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الحج:77)

روى ابنُ ماجه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ.(حديث صحيح)(صحيح ابن ماجه للألباني حديث 3057)

روى مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. (مسلم حديث 2669)

وينبغي للمسلم أن يشفع لإخوانه المسلمين من أجل قضاء حوائجهم.

(5) ممارسة الرياضة المفيدة:

يستطيع المسلم أن يستثمر بعضًا من وقته في ممارسة الرياضة المفيدة بما يعود عليه بالنفع ويساعده على بناء جسم ٍقويٍ ويروح عن نفسه كما كان النبي: ﷺ يفعل مع أصحابه الكرام، ويُشترطُ في الرياضة التي يمارسها المسلم أن تكون مما أباحه الشرع الحنيف،ولا تجبر المسلم على كشف شيءٍ من عورته وألا تضيع أداء الصلوات المفروضة في الجماعة الأولى في المساجد.

روى الشيخانِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَابَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي قَدْ أُضْمِرَتْ فَأَرْسَلَهَا مِنْ الْحَفْيَاءِ وَكَانَ أَمَدُهَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ فَقُلْتُ لِمُوسَى فَكَمْ كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ سِتَّةُ أَمْيَالٍ أَوْ سَبْعَةٌ وَسَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ فَأَرْسَلَهَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ وَكَانَ أَمَدُهَا مَسْجِدَ بَنِي زُرَيْقٍ قُلْتُ فَكَمْ بَيْنَ ذَلِكَ قَالَ مِيلٌ أَوْ نَحْوُهُ ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ مِمَّنْ سَابَقَ فِيهَا.

Eslam kamal

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى