اقتصادسلايدرمال و أعمالمقالات

زيارة المحافظ وخطة التنمية الشاملة والمستدامة للواحات البحرية

بقلم.. إسلام كمال الدين

زيارة مهمة قام بها المحافظ النشيط المهندس عادل النجار محافظ الجيزة لمدينة الواحات البحرية خلال جولاته المتميزة في انحاء المحافظة، وهي زيارة وصفها الكثير بالمبشرة والمميزة.
ولكن الأمر لا يجب أن يتوقف علي زيارة وحسب، بل يجب أن يرتبط بخطة لتنمية شاملة و مستدامة لهذه المنطقة المميزة على أرض محافظة الجيزة بل وبالنسبة لمصر ككل.

الواحات البحرية.. الواقعة في الصحراء الغربية، تعد واحدة من المناطق ذات الإمكانات السياحية والزراعية الكبيرة. حيث تتمتع المنطقة بتنوع بيئي وثقافي، بالإضافة إلى موارد طبيعية هائلة، إلا أنها تواجه عدة تحديات تعوق استغلال تلك الإمكانات بشكل كامل. يتطلب الأمر استثمارات وجهود تنموية مستدامة لضمان تحسين أوضاع المنطقة واستغلال مواردها بشكل فعال.
وفيما يلي أبرز التحديات التي تواجه الواحات البحرية وأهم المتطلبات التي تحتاجها لتحقيق عملية تنمية شاملة ومستدامة..

1. نقص الموارد المائية

تعاني الواحات البحرية من ندرة المياه، وهو تحدٍ رئيسي في ظل اعتماد سكان المنطقة على الزراعة كمصدر أساسي للعيش. تعتمد الواحات على المياه الجوفية، إلا أن الاستخدام غير المنظم لهذه الموارد يهدد بنضوبها في المستقبل.

وهو ما يتطلب ضرورة وضع خطة شاملة لإدارة الموارد المائية تتضمن تقنيات الري الحديث مثل الري بالتنقيط للحفاظ على المياه.
واستكشاف موارد مائية جديدة فمن الممكن استكشاف مصادر مائية جديدة مثل التنقيب عن المياه الجوفية العميقة أو الاستفادة من إعادة استخدام  المياه المهدرة.
من المهم ايضا رفع الوعي المحلي و توعية المزارعين بأهمية الحفاظ على المياه وترشيد استخدامها من خلال برامج تدريبية وتوعوية.

2. ضعف البنية التحتية

البنية التحتية في الواحات البحرية ضعيفة ومتأخرة، حيث تعاني الطرق من سوء الصيانة وتفتقر المنطقة إلى المرافق الأساسية مثل الكهرباء، الصرف الصحي، والاتصالات الجيدة.

وهذا يتطلب السعي لتحسين شبكات الطرق: ضرورة تطوير شبكات الطرق وربط الواحات البحرية بالمحافظات والمدن الكبرى لتسهيل حركة السكان والبضائع.
وكذلك توسيع خدمات الكهرباء والمياه: توسيع شبكات الكهرباء والمياه لتغطية كافة المناطق في الواحات، مع التركيز على تطوير محطات الطاقة الشمسية للاستفادة من أشعة الشمس المتوفرة بكثرة ودعم نشرها هناك بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص.

تعزيز خدمات الاتصالات وتوفير خدمات إنترنت واتصالات عالية الجودة لضمان ربط المنطقة بالعالم الخارجي ودعم الأنشطة الاقتصادية بسهولة مثل السياحة والزراعة.

3. محدودية النشاط الاقتصادي

تعتمد الأنشطة الاقتصادية في الواحات البحرية بشكل أساسي على الزراعة وخصوصا النخيل وهو استثمار مهم يجب دعمه، ولكن من المهم وجود فرص لقطاعات اقتصادية متنوعة. هذا الأمر يحد من الفرص المتاحة أمام السكان خاصة الشباب الباحثين عن فرص عمل.

لذلك من  الممكن تعزيز القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل السياحة البيئية والعلاجية، من خلال تطوير البنية التحتية السياحية واستغلال المناطق الطبيعية الفريدة التي تتمتع بها الواحات البحرية.

تشجيع الصناعات الزراعية: إنشاء مصانع ذات قيمة لمعالجة المنتجات الزراعية المحلية مثل إنتاج التمور والزيوت وهو من الممكن أن يساهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة القيمة المضافة للمنتجات.

دعم ريادة الأعمال: تشجيع الشباب على إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة في مجالات مثل الحرف اليدوية، والمنتجات المحلية، والخدمات السياحية.

4. التحديات البيئية.. 

تواجه الواحات البحرية تحديات بيئية متعلقة بتصحر الأراضي الزراعية وارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغير المناخي. تدهور البيئة يؤثر على الزراعة ويزيد من صعوبة الحياة في هذه المنطقة الصحراوية.

ولذلك  يمكن زراعة الأشجار والنباتات المقاومة للجفاف حول المناطق السكنية والزراعية لخلق بيئة أكثرا ستدامة ولتقليل أثر التصحر.

من الضروري الاستثمار في الزراعة المستدامة واعتماد أساليب زراعية حديثة ومستدامة تقلل من استهلاك المياه وتحسن إنتاجية المحاصيل.

5. ضعف الخدمات الصحية والتعليمية

تعاني الواحات البحرية من نقص في الخدمات الصحية
والتعليمية، حيث تفتقر المنطقة إلى عدد كافٍ م المستشفيات والمدارس المؤهلة لتلبية احتياجات السكان، مما يضطر العديد من الأهالي للسفر إلى المدن الكبرى لتلقي هذه الخدمات.

ولذلك من المهم بناء مرافق صحية وتعليمية جديد وإنشاء مستشفيات ومدارس حديثة في الواحات البحرية لضمان حصول السكان على الرعاية الصحية والتعليم الملائم.
وكذلك تحسين الكوادر البشرية وتدريب الأطباء والمعلمين وتحفيزهم على العمل في المناطق النائية من خلال توفير حوافز مادية ومعنوية.

من الضروري أيضا الاعتماد على التكنولوجيا، فتوظيف التكنولوجيا في تحسين الخدمات التعليمية والصحية سيكون عاملا مهما لدعم التنمية في الواحات البحرية

ختاما فإن الواحات البحرية تمتلك إمكانات كبيرة للتنمية الاقتصادية والسياحية، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة تتطلب استثمارات مستدامة وليس مجرد مسكنات وجهودًا مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المحلي. من خلال تحسين البنية التحتية، وإدارة الموارد المائية، وتطوير القطاعات الاقتصادية، وبهذا يمكن للواحات البحرية أن تصبح نموذجًا كلهما ومتميزا للتنمية المستدامة في مصر.

Eslam kamal

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى