أخبارتقارير و تحقيقاتسلايدر

أمين عام جبهة النضال الفلسطيني يكشف في حوار حصري مع حرف 24 تفاصيل خاصة لاجتماع الفصائل الفلسطينية في العلمين

أجرى الحوار

رئيس التحرير
خالد كامل
تصوير شيماء محمد

_ كانت فرصة ذهبية للملمة الشمل و توحيد جهود الفصائل، لكن حدث العكس و زادت الخلافات
_ مصر دعمت الشرعية الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني و مبدأ حل الدولتين
_ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني
_ دولة الاحتلال الإسرائيلي هي عنصرية مثل جنوب إفريقيا سابقاً
_ الاقتتال في عين الحلوة كان مؤامرة لها رسالة سلبية لاجتماع الفصائل في العلمين.

استضافت مصر في 30 يوليو الماضي، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي الفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين الساحلية، تلبية لدعوة الرئيس محمود عباس أبو مازن لهذه الفصائل لاجتماعها على أرض مصر من أجل توحيد جهودها و نبذ الانقسامات و الفرقة بين الإخوة الفلسطينيين و جعل وجهتهم فقط هي صالح الشعب الفلسطيني الأعزل المحتلة أرضه من كيان إسرائيلي غاشم..


و قد جاءت معظم الفصائل الفلسطينية المدعوة و اجتمعت بحضور الرئيس أبو مازن و رعاية القيادة السياسية المصرية، و التقى الرئيس السيسي الرئيس أبو مازن عقب انتهاء الاجتماع، و لكن ما حدث لم يكن في صالح الوحدة بين الفصائل الفلسطينية، حيث لم تثمر هذه الاجتماعات عن توحيد الجهود المبذولة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بين الفصائل، و إنما كان لبعض الفصائل الفلسطينية رأي آخر حيال وجهة نظر الآخرين من المقاومة و كيفيتها .

و كانت حركة حماس على رأس من تباينت آراؤهم مع حركة فتح و منظمة التحرير الفلسطينية، و لكن نحن انتهزنا الفرصة لاستيضاح الأمور و استجلاء الأحداث بشهادة شاهد من أهلها، حيث التقينا دكتور أحمد المجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، و هو أيضاً وزير الشؤون الاجتماعية الفلسطيني الحالي، و لكننا التقيناه بصفته أميناً عاماً لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، فكان هذا الانفراد و الحوار الحصري لـ موقع ( حرف 24)..


فإلى نص الحوار:

*ما هو السبب الرئيسي وراء دعوة الرئيس محمود عباس أبو مازن لاجتماع الفصائل الفلسطينية في مصر؟!

** الحقيقة السبب الرئيسي هو العدوان الإسرائيلي الغاشم غير المسبوق على جنين منذ أيام،و الذي تبنى وجهة نظر الحسم العسكري ضد الفلسطينيين و ليس التفاهم السياسي و هي خطة الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي سيموريتش.

*هل حضرت جميع الفصائل الفلسطينية المدعوة إلى هذه الاجتماعات في مصر ؟!
** للأسف الشديد، لم تحضر كلها، و إنما من حضروا فقط كانوا 11 فصيلا من جملة 14 فصيلا تمت دعوتهم من أجل نبذ الفرقة و الانقسامات و العمل على توحيد فصائل المقاومة الفلسطينية في خندق واحد تحت مظلة السلطة الفلسطينية الممثل الوحيد الشرعي و القانوني أمام العالم و الشرعية الدولية للشعب الفلسطيني.

  • برأيك لماذا تحدث خلافات بين الفصائل الفلسطينية و بعضها البعض و الذي من المفترض أن يكون التوافق و الاتحاد بينهم هو سيد الموقف ضد الاحتلال الإسرائيلي لبلدهم؟!

**الأصل في كل الخلافات السياسية بين الفصائل الفلسطينية و بعضها البعض هو تباين الآراء و وجهات النظر حول كيفية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الظرف الراهن و وفق المعطيات الواقعية على الأرض، فنحن في منظمة التحرير الفلسطينية نرى أن المقاومة حاليا ضد الاحتلال الإسرائيلي هي مقاومة سياسية وفق قرارات مجلس الأمن و الأمم المتحدة و الشرعية الدولية.

و فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الأعزل أمام العالم، بل و في المحكمة الجنائية الدولية، و هو أمر يفيد القضية و يهيء لها زخماً تستطيع السلطة الفلسطينية من خلاله مخاطبة أحرار العالم و الشرعية الدولية لانتزاع حقوق شعبنا الفلسطيني المحتل، بينما بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى ترى أن المقاومة المسلحة هي الحل الأوحد، رغم عدم تكافؤ الفرص و التسليح و الدعم الدولي سواء السياسي أو الاقتصادي أو العسكري بين فصائل المقاومة الفلسطينية و جيش الاحتلال الإسرائيلي، و لذا ينشأ الخلاف و التباين.

*لماذا تفجرت الأوضاع في لبنان في مخيم عين الحلوة الفلسطيني في صيدا ؟!


** معروف للجميع أن تأجيج الأوضاع في مخيم عين الحلوة في صيدا هو أمر دبر بليل، و أريد له أن يكون في نفس التوقيت الذي تجتمع فيه الفصائل الفلسطينية من أجل نبذ الانقسامات و توحيد جهودها تحت مظلة السلطة الفلسطينية، و هي رسالة واضحة تقول بأنه لا رغبة عند من يعتقدون أنهم وحدهم على صواب في تقييم الموقف الفلسطيني الراهن، أن يكونوا جزءا من توحيد الفصائل الفلسطينية بنهج منظمة التحرير الفلسطينية، و لذلك كانت شرارة التفجير قوية، حيث اغتالت يد جند الشام الآثمة قائد قوات الأمن الوطني و أربعة من حرسه، ما أدى إلى اندلاع اقتتال حاصل نستنكره بشدة و نرفضه بوضوح،
و أن هذه الرسالة الواضحة إلى المجتمعين فيرالعلمين تقول بأن أصحاب أجندات إقليمية و دولية يرفضون إجراء مصالحة وطنية بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق أغراضهم الضيقة الخاصة و أن تغذية هذه الانقسامات بين الفصائل لهم فيها مآرب أخرى دون صالح الشعب الفلسطيني المحتلة أرضه.

*لماذا اختار الرئيس أبو مازن مصر لدعوة الفصائل الفلسطينية للاجتماع فيها؟!

** الحقيقة إن مصر لا يمكن لأحد أو أي دولة عربية كانت أو إقليمية أو دولية المزايدة على دورها الفاعل المستمر في دعم القضية الفلسطينية و جعلها محور القضايا العربية كلها و حولها ندور، فلولا مصر ما كان للقضية الفلسطينية ذكر دائم لا دولي و لا إقليمي، و مصر هي التي دائما و أبدا تتحدث عن أنه لا مظلة للشعب الفلسطيني سوى السلطة الفلسطينية و أن قرارات الشرعية الدولية في عملية السلام و مبدأ حل الدولتين وفق قرارات الرابع من يونيو عام 1967 هي المرجعية لأي حلول تتعلق بالقضية الفلسطينية و منها حدودنا حتى حدود الرابع من يونيو 67، و عاصمة دولة فلسطين هي القدس الشرقية، و لذا كانت مصر هي مؤئل الفلسطينيين و وجهتهم في الماضي و الحاضر و المستقبل.

*بعض المتابعين من مواطني الشعوب العربية يرى أن ما تعرضه حركة حماس على الرأي العام العربي و العالمي من أن مقاومتها المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي كانت السبب الرئيسي الفاعل في تحرير قطاع غزة من الاحتلال، و عليه يجب انتهاج نهجهم، فما ردك؟!!

** يا أخي الكريم، حركة حماس كثيراً ما تقول بأشياء غير حقيقية، فالخروج من غزة تم بخطة شارون و المسماة بخطة الانطواء، و مفادها الانسحاب من قطاع غزة، لأنه عبء أمني و اقتصادي على الاحتلال الإسرائيلي دون مقابل أو فائدة لدولتهم، و قد تم قبل وصول حماس إلى رئاسة حكومة فلسطين بعامين كاملين، فأين هذا التحرير؟!!
كذلك فإن حماس كانت رافضة تماماً لمحادثات أوسلو من بدايتها، بما في ذلك اتفاق غزة- أريحا، و محادثات السلام اللاحقة عليه، و لكنها جاءت إلى سدة الحكم في رئاسة الحكومة الفلسطينية على مبادئ هذه المحادثات، تخيل؟!!،


بل الأغرب الذي لا يعرفه أحد إلا المتابع الدقيق، هو أن حماس في كل الأحداث الأخيرة التزمت تنفيذ التهدئة دون خرقها، و أن كل ما حدث من إطلاق الصواريخ على إسرائيل لم يكن لحماس فيه سهم و لا ناقة و لا جمل، و إنما حركات و فصائل مقاومة أخرى، فأين هذه الدعاية الإعلامية غير المقرونة بأدلة قاطعة؟!! فقط كلام..

*هل صدق الرئيس أبو مازن على توصيات اجتماع الفصائل الفلسطينية في العلمين؟!

** نعم، صدق عليها، و هي باتت قرارات و ليست توصيات، و سيتم العمل بها و وفقها من أجل توحيد الجهود و نبذ الانقسامات.

*إذن.. ما هي هذه القرارات أو أهمها؟!

** مخرجات اجتماعات الفصائل الفلسطينية لنبذ الانقسامات و توحيد الجهود جاءت في ثلاث قرارات صدق عليها الرئيس أبو مازن كما يلي:
1- إبقاء اجتماع الأمناء العامين للفصائل مفتوحا و في حالة انعقاد دائم بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
2- تشكيل لجنة من الفصائل الفلسطينية كلها مهمتها بحث سبل إنهاء الانقسام بينها وفقاً للاتفاقات السابقة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.
3- تفعيل دور لجنة الحريات لمتابعة حالات الاعتقالات السياسية و إنهائها و وقف الاعتقالات السياسية مستقبلاً و كذلك وقف التحريض الإعلامي و التراشق بين الفصائل الفلسطينية و بعضها البعض.

*هل ثمة أمل لديك في حلحلة الخلافات بين الفصائل و تغليب صالح الشعب الفلسطيني بتوحيد جهودها معا و ليس ضد بعضهم؟!

**الأمل باق، لكن ينبغي أن تكون له مقدمات، و نحن في منظمة التحرير الفلسطينية لا يمكن أن نتجاهل صالح الشعب الفلسطيني من أجل أحد أيا كان، و نحن الآن تقدمنا تقدما ملحوظاً على مستوى الساحة الدولية في محكمة العدل الدولية لتصنيف الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا كدولة عنصرية مثلما كان موجوداً من حيث التمييز العنصري في دولة جنوب إفريقيا في السابق، لأن الاحتلال الإسرائيلي هو وجه العملة الآخر للعنصرية التي كانت في جنوب أفريقيا و انتهت إلى زوالها و لكن بحكم الشرعية الدولية، و للعلم فهناك أكثر من ستين دولة تساندنا في ذلك، بل تقدمت أيضاً بمذكرات في هذا الموضوع ذات الصلة..

خالد كامل

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى