تحليل..مؤشرات الصندوق الأسود للمقاومة بعد 24 ساعة على التوغل البري الإسرائيلي وبيان “أبو عبيدة”
24 ساعة مرت على التوغل البري والاجتياح الذي قامت به قوات الاحتلال بعد مناورات استمرت لثلاثة أيام قبل الاجتياح، وتمكنت قوات الاحتلال من الدخول عبر ثلاث محاور هي شمال شرق غزة وشمال غرب، ووسط غزة، لفصل شمال القطاع عن جنوبه.
ومع أول 24 ساعة للتوغل الإسرائيلي، قامت كتائب المقاومة بالاشتباك معها، وخاضت حربا شرسة ضدها، ما أسفر عن مقتل 12 جنديا إسرائيليا في 24 ساعة فقط، واعترفت قيادات الاحتلال ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة.
ظهور أبو عبيدة
ظهور أبو عبيدة أيضا أمس الثلاثاء، في خضم الاشتباكات الدائرة بين المقاومة وقوات الاحتلال، للمرة الثانية خلال أيام يبعث رسالة قوية أن المقاومة لا تزال موجودة وأن قدراتها العسكرية لم تضعف وماكينتها الإعلامية لم تتوقّف، وكشفت عن قدرات المقاومة في استمرار إدارة المعركة، وقطع الشك باليقين في كل ما يدور من معلومات حول هذه الحرب .
وفي هذا التحليل نحاول فك طلاسم الرسائل التي خرجت من خزينة أسرار أبو عبيدة خلال بيان أمس، بالتزامن مع الحرب الدائرة ونجاح كتائب المقاومة في قتل 12 جنديا إسرائيليا في 24 ساعة فقط، وهي:
أولا: إعطاء تفاصيل محاولات الاقتحام البري للاحتلال بمناطقها وتوقيتاتها يبعث رسالة بأن رجال المقاومة هم من يمسكون الأرض ويسيّرون المعركة، وأن المقاومة هي من استدرجتهم للتوغل في بعض الأراضي الفارغة والمتروكة.
ثانيا: حصيلة بطولات المقاومة وخسائر الاحتلال بعد محاولات التوغل: تدمير 22 آلية عسكرية للاحتلال
* استخدام قذائف مضادة للدروع للمرة الأولى وبصناعة محلية
* وضع العبوات الناسفة من مسافة صفر
* تنفيذ عمليات تسلل جديدة ضد تجمعات الاحتلال وقتل وإصابة عدد كبير منهم
* استمرار قصف المستوطنات
ثالثا: طوفان الأقصى ليست هجمات على مستوطنات فحسب بل معركة طويلة المدى بأبعاد سياسية واضحة وهي:
*استمرار استنزاف العدو عسكريًا وإضعاف معنويات جنوده المهزوزة من الأساس
*زيادة الضغط الداخلي على نتنياهو وحكومته المتطرفة بالخسائر المتواصلة
*سقوط حكومة نتنياهو والتي ستمهّد لسقوط دولة الاحتلال
رابعا:- تكذيب رواية الاحتلال بتحرير أسيرة لدى القسـ.ـام وأنها تقع ضرب الحرب النفسية وبث الإشاعات لإضعاف المعنويات
وإن تم تحرير أسيرة موجودة لدى فصائل أخرى فقد استغرق ذلك شهرًا وهذا سيجعل نتنياهو يحتاج لـ 20 عامًا لتحرير باقي أسراه.
حامسا: قدّمت المقاومة نفسها من جديد أمام العالم كقوة عسكرية يحرّكها مشروع سياسي واضح هو تحرير أراضيها المحتلة، ولذا فلم تستعدي أحدًا وأبدت مرونة في تسليم الأسرى الأجانب لديها.
هذه المرونة كانت بمثابة حركة ذكية اكتسبت بها كتائب المقاومة وفصيلها السيسي زخما إعلاميا واحتراما من قبل بعض المؤسسات والمنظمات الدولية، وزادت من التأييد الرسمي الغربي لها بعد أن كسبت تأييدًا الشارع الغربي لمواقفها الإنسانية.
يأتي ذلك في الوقت الذي بدا فيه نتنياهو مهزوزًا مع كل ظهور إعلامي وتراجعت وعوده من القضاء على حماس لتحجيم قدراتهم.
سادسا: كتائب المقاومة نجحت في أن تغير الصورة المنوطة بها من أنها مجرد مجموعة من المقاومين المسلحين، إلى جيش نظامي يمتلك من الأسلحة ما يستطيع أن يسير بها المعارك كما يريد ويطور بها أدواته باستمرار مع ظهور أسلحة تستخدم لأول مرة حتى وإن كانت محدودة بالنسبة لإمكانات العدو، ولكنها أظهرت المقاومة كجيش مدرب على أحدث أنظمة التدريب والمناورة، ولديه استخبارات عالية، وبالتالي سيضع الغرب وأمريكا وإسرائيل هذا في حساباتها في المرات القادمة.
سابعا: بدا أبو عبيدة أشد ثباتًا وتوازنًا وأكثر إصرارًا وقدرة على تحقيق الهدف بتحرير فلسطين، وبثّ رسالتين في الختام:
رسالة ثناء لأهل غزة الصامدين، ورسالة تأكيد على قوة المقاومة.
ثامنا: مع كل ظهور إعلامي لأبي عبيدة تزداد ثقة أنصار القضية الفلسطينية بأن طوفان الاقصى لم تكن مغامرة عبثية بل خطة مدروسة بإحكام تبدأ باقتحام المستوطنات المحاذية وتنتهي بتحرير كامل فلسطين.
ويزداد زخم التعاطف مع فلسطين وقضيتها لدى العالم الغربي بينما تزداد الكراهية والانتقادات للاحتلال وإجرامه الوحشي.
تاسعا: إعلان كتائب المقاومة عن استخدام أسلحة جديدة مثل قذائف الياسين 105، والعبوات اللاصقة والتوربيد العاصف الذي يستخدم في المناورات البحرية، وتطوير بعض القنابل ومضادات الدروع وقذائف الهاوند والصواريخ، يعني أن ترسانة المقاومة أصبحت في وضع متقدم ربما تصل به إلى صناعة أسلحة أبعد مدى وأشد فتكا، كما أنها نجحت في تخطي أقوى منظومة دفاع جوي المسماه بالقبة الحديدية، واستطاعت التسلل إلى أراضي العدو وخلف خطوطه والق5يام بعمليات نوعية، تؤكد أن المقاومة بمثابة صندوق أسود فشلت إسرائيل وأمريكا وأوروبا بإمكاناتهم الهائلة في فك لوغاريتماتها وإحداثياتها.
