أخبارتقارير و تحقيقاتسلايدرعربي و دوليموجز الانباء

سفير الصين في القاهرة في مؤتمر صحفي:  بكين تحرص على التعاون مع مصر لتحقيق التعددية العالمية.. و نقدر التزام مصر الثابت بمبدأ الصين الواحدة

 

ماهر مقلد

أكد سفير الصين فى مصر أن انعقاد اجتماع الأعمال الدبلوماسية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في بكين، هو اجتماع مهم وألقى الأمين العام شي جين بينغ كلمة مهمة، لاستعراض الإنجازات التاريخية الدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في العصر الجديدة في عشرة مجالات، وتلخيص ست خبرات ثمينة، وتسليط الضوء على البيئة الدولية والمهام التاريخية للأعمال الدبلوماسية في المسيرة الجديدة، وتوجيه الأعمال الدبلوماسية في المرحلة القادمة.

كما أشار إلى أهمية الجولة الأولى لعضو المكتب السياسي للجنة المركزية وزير الخارجية وانغ يي في السنة الجديدة. إلى إفريقيا وقال هذه هى المرة الـ34 منذ عام 1991 التي اختار وزير الخارجية الصيني إفريقيا كمقصد الجولة الخارجية الأولى، الأمر الذي يجسد الصداقة العميقة بين الصين وإفريقيا ويعلن أمام العالم أن الصين تقف دائما مع البلدان النامية. بمناسبة الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر وإعادة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، اختارت الصين هذه المرة مصر كالمحطة الأولى للجولة الخارجية الأولى، الأمر الذي يعكس اهتمامها البالغ تطوير علاقاتها مع مصر.

 

وردا على سؤال حول الماضي،اجتماع الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والرسائل المهمة التي يبعثها للمجتمع الدولي؟

قال :إنه بالفعل اجتماع مهم للغاية. بين يومي 27 و28 ديسمبر عام 2023، انعقد اجتماع الأعمال الدبلوماسية للجنة المركزية مرة أخرى بعد 5 سنوات. إن هذا الاجتماع حدد إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية كالخط الرئيسي للأعمال الدبلوماسية، وحدد الأهداف النبيلة لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية ووضع التصميم من أعلى مستوى للاستراتيجية الدبلوماسية الصينية في المسيرة الجديدة. بعد عشر سنوات من التجارب والتطور، تتضح معالم فكر شي جين بينغ الدبلوماسية، التي تتماشى مع تقدم العصر وتشكل نظرية متميزة لإرشاد العصر، الأمر الذي يعكس بلوغ فهم الحزب الشيوعي الصيني للعلاقة بين الصين والعالم إلى مستوى جديد.

 

يشير الاجتماع إلى إن إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تمثل المفهوم الجوهري لفكر شي جين بينغ الدبلوماسية، وتعد إجابة الصين عن سؤال “ما هو العالم سنبنيه، وكيف نبني مثل هذا العالم”، بعد اطلاعنا المعمق على قوانين تقدم المجتمع البشري. في العصر الجديد، تحول مجتمع المستقبل المشترك من مبادرة صينية إلى توافق دولي، من أمنية جميلة إلى تجارب متنوعة، من مفهوم فكري إلى منظومة علمية، وأصبح راية مشرقة ترشد تقدم العصر.

باختصار، يتخذ مجتمع المستقبل المشترك بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن السائد والرخاء المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال كالهدف، ويتخذ الحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتعاون والمنفعة للجميع كوسيلة، ويتخذ تكريس القيم المشتركة للبشرية كالثوابت، ويتخذ إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية كالدعامة الأساسية، ويتخذ تطبيق مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية كالإرشاد الاستراتيجي، ويتخذ التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية كالمنصة، ويدفع دول العالم للتعاون يدا بيد لمواجهة التحديات وتحقيق الرخاء المشترك، ويدفع العالم نحو مستقبل واعد يسوده السلام والأمن والرخاء والتقدم.

يجسد مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية رؤية الحزب الشيوعي الصيني للعالم والأنظمة والقيم، ويتواكب مع التطلعات العامة لدول العالم، ويوضح الاتجاه لتقدم الحضارة العالمية، ويشكل الهدف النبيل لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية. في مواجهة القضايا والتحديات الكبيرة في عالمنا اليوم، ندعو إلى تكريس التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع. إن التعددية القائمة على المساواة والانتظام تعني المساواة بين كافة الدول، ورفض الهيمنة وسياسة القوة، ودفع دمقرطة العلاقات الدولية. والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع تعني مواكبة التطلعات السائدة للدول، وخاصة الدول النامية، لحل مشكلة الاختلال التنموي الناجمة عن سوء توزيع الموارد داخل الدول وبين الدول.

إن مصر دولة كبيرة في العالم العربي والإفريقي والإسلامي والنامي، فتحرص الصين على العمل مع مصر لتحقيق التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

 

وحول عقلية الحرب الباردة مثل المجابهة بين المعسكرات كيف ستطوّر الصين مفهوم إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية؟ وما هو دور هذا المفهوم في مواجهة التحديات في عالمنا اليوم؟

قال السفير الصينى : قبل عشر سنوات، وفي مواجهة التغيرات العميقة في العالم والعصر والتاريخ، طرح رئيس الصين شي جين بينغ مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. على مدى السنوات العشر الماضية، تحول مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من مفهوم إلى تحرك على الأرض، ووفر ضمانا قويا للحفاظ على السلم العالمي، وضخ زخما قويا في دفع التنمية العالمية، وحشد قوة كبيرة لمواجهة التحديات العالمية وحظي بالتجاوب الكبير من المجتمع الدولي.

من الأبعاد الثنائية إلى المناسبات المتعددة الأطراف، من المستوى الإقليمي إلى الدولي، أقامت الصين مجتمعات المستقبل المشترك بأشكال مختلفة مع عشرات الدول والمناطق. في الشهر الماضي، قام الأمين العام شي جين بينغ بزيارة الدولة التاريخية إلى فيتنام، وكان أهم النتيجة السياسية تكمن في رفع العلاقات الثنائية إلى المجتمع الصيني الفيتنامي للمستقبل المشترك ذي الطابع الاستراتيجي، الأمر الذي لا يرمز فقط إلى أن العلاقات بين البلدين الاشتراكيين المجاورين كـ”الرفيق والأخ” بلغت مستوى جديدا، بل ويرمز إلى التعاون في بناء مجتمع المستقبل المشترك مع جميع الدول في شبه الجزيرة الهندية الصينية. في العام المنصرم، انضمت تُركمانستان وقرغيزستان وطاجيكستان إلي صفوف مجتمع المستقبل المشترك، ووضعنا البرامج التنفيذية الخمسية الجديدة مع كل من كمبوديا ولاوس بشأن بناء مجتمع المستقبل المشترك، وتوصلنا إلى توافق مع ماليزيا حول بناء مجتمع المستقبل المشترك بعد تايلاند وإندونيسيا، وتتقدم الأعمال لبناء مجتمع المستقبل المشترك الأوثق بين الصين وآسيان. كما أعلنت الصين مع وجنوب إفريقيا التعاون في بناء مجتمع المستقبل المشترك الرفيع المستوى بين البلدين. كما اتضحت معالم جديدة لبناء مجتمعات المستقبل المشترك على الصعيد الإقليمي بين الصين والدول العربية ودول أمريكا اللاتينية والدول الجزرية في المحيط الهادئ.

لقد تم إدراج مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة للسنوات السبع المتتالية، كما تم إدراجه في القرارات والإعلانات الصادرة عن الآليات المتعددة الأطراف مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس، وحظي هذا المفهوم بفهم ودعم المجتمع الدولي، وخاصة البلدان النامية. وظهرت سلسلة من المبادرات المهمة، مثل بناء مجتمع الصحة المشتركة للبشرية، ومجتمع المستقبل المشترك في الفضاء السيبراني، ومجتمع التعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة، الأمر الذي أدى إلى تقدم مهم في الحوكمة العالمية. اليوم، يدرك عدد متزايد من البلدان والشعوب أن هذا المفهوم يعكس التطلعات للسلام والعدالة والتقدم، ويحشد التوافق الأوسع لبناء عالم أفضل، ويكتسب أهمية كبيرة في تعزيز التعاون بين الدول لبناء مستقبل أفضل للبشرية.

في عالم اليوم، تعيش البشرية في نفس القرية العالمية، وأصبحت البلدان أكثر ترابطا من أي وقت مضى. أمام التحديات العالمية المشتركة، لا يستطيع أي بلد النأي بنفسه، ويدعو مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية إلى تجاوز الصراع والمواجهة بالسلام والتنمية، واستبدال الأمن المطلق بالأمن المشترك، ونبذ اللعبة الصفرية والسعي للكسب المشترك، ومنع الصراع بين الحضارات من خلال التواصل والتعلم المتبادل، وحماية الكرة الأرضية من خلال التنمية الخضراء، الأمر الذي يتجاوب مع تطلعات شعوب العالم إلى السلام والتنمية والتعاون، ووجد الطريق الأساسي لحل القضايا الكونية. استرشادا بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، طرحت الصين عدة المبادرات المهمة، مثل بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية. إن الصين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي على بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن السائد والازدهار المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال، وخلق مستقبل أفضل للبشرية.

وعن زيارة وزير الخارجية وانغ يي لمصر. و الإنجازات الرئيسية لهذه الزيارة؟

كشف السفير الصينى عن أن عضو المكتب السياسي للجنة المركزية وزير الخارجية وانغ يي إن اختيار الصين مصر كالمحطة الأولى للجولة الخارجية الأولى يعكس بجلاء اهتمام الصين البالغ لتطوير علاقاتها مع مصر، ويضخ ديناميكية جديدة لتطوير هذه العلاقات. بالتالي، أود تسليط الضوء على نتائج هذه الزيارة من أربع نواحي:

أولا، اللقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. تولي مصر اهتماما بالغا لهذه الزيارة، والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع وانغ يي في القاهرة. في البداية، نقل وانغ يي التحيات الرقيقة من الرئيس شي جين بينغ، وقال إن الثقة المتبادلة المتينة والصداقة العميقة بين الرئيسين هي الضمان الاستراتيجي الأقوى للعلاقة بين البلدين، مؤكدا على دعم الصين الثابت لجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادة الشعب المصري لاستكشاف الطريق التنموي المتناسب مع الظروف الوطنية، والدعم الثابت لجهود مصر في رفض التدخلات الخارجية والحفاظ على السيادة ومصالح الأمن والتنمية، وتطبيق السياسة الخارجية المستقلة، ولعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية. ستكون الصين الشريك الاستراتيجي الموثوق في مسيرة مصر نحو التنمية والنهضة.

من جانبه، هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس شي جين بينغ بالإنجازات الهائلة التي حققتها الصين تحت قيادته، ودور الصين المتزايد في الشؤون الدولية، مؤكدا على أن الصين دولة عظيمة، ويستحيل لأي دولة وأي قوة عرقلة تقدم الصين، وأكد مجددا على التزام مصر الثابت والدائم لمبدأ الصين الواحدة، ورفضها للتدخل في الشؤون الداخلية للصين، مستعدا لإقامة علاقات الشراكة الأوثق مع الصين، وتوسيع مجالات التعاون.

ثانيا، التوافقات الأربع. أجرى وزير الخارجية وانغ يي محادثات مثمرة مع نظيره المصري سامح شكري، وتوصلا إلى توافق بالنقاط الأربع. أولا، زيادة تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتبادل الدعم الثابت للحفاظ على المصالح الجوهرية. ثانيا، التعاون في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية وتحقيق المنفعة المتبادلة على مستوى أعلى. ثالثا، تعزيز الحوار بين الحضارات، وتعميق التواصل الشعبي. رابعا، إجراء التواصل والتنسيق الأوثق بشأن القضايا الإقليمية والدولية.

ثالثا، الخطة الخمسية. وقع الوزير وانغ يي مع الوزير سامح شكري “الخطة الخمسية الثانية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر”، التي وضع “خارطة الطريق” للعلاقة بين البلدين في السنوات الخمس المقبلة، و ستساعد الجانبين في تطبيق التوافقات المهمة بين الرئيسين ودفع برفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى أعلى. تحرص الصين على التعاون مع مصر لتطبيق هذه الخطة الخمسية، وتعميق التعاون في كافة المجالات، ومواصلة الدعم لجهود مصر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واستيراد المزيد من المنتجات المصرية المتميزة، وتشجيع المزيد من الشركات الصينية للاستثمار ومزاولة الأعمال في مصر.

رابعا، العقد الذهبي. قال الوزير وانغ يي والوزير سامح شكري في المؤتمر الصحفي المشترك، إن العام الجاري يصادف الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، في العقد المنصرم، بفضل الإرشاد الاستراتيجي للرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، فتح البلدان حقبة ذهبية للعلاقات الثنائية. في المستقبل، إن هذه العلاقات مقبلة على عقدا أبهر بفضل قيادة رئيسي البلدين.

كما تواصل الجانبان بشكل معمق حول الصراع الفلسطيني والإسرائيلي وملف البحر الأحمر، وأصدرا بيانا مشتركا بشأن القضية الفلسطينية، تعبيرا عن القلق العميق من تداعيات الصراع، تأكيدا على ضرورة وقف إطلاق النار على نحو شامل، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإقامة آلية فعالة للمساعدات الإنسانية والدفع بتطبيق “حل الدولتين”، وإيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية. كما أكد البيان على ضرورة ربط الوضع في البحر الأحمر مع الوضع في غزة، باعتبار الأخير المسبب الرئيسي للتوتر في البحر الأحمر، ويجب على المجتمع الدولي ودول المنطقة بذل جهود مشتركة للوقف الفوري للاعتداء على غزة وتخفيف حدة التوتر في المنطقة، وضمان سلامة الملاحة في البحر الأحمر.

وعن التعاون الصيني المصري في العام الجديد؟

قال تعد مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة. وبغض النظر عن التغيرات الدولية، ظل البلدان يتبادلان الاحترام والثقة والدعم، وهما صديقان تربطهما الأهداف المشتركة والثقة المتبادلة وشريكان يتقدمان سويا نحو التنمية والازدهار. في السنوات الأخيرة، أصبحت الثقة السياسية المتبادلة أكثر رسوخا، وحقق التعاون العملي نتائج مثمرة، وازدادت الصداقة بين الشعبين عمقا، وأصبحت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نموذجا للتعاون والتضامن والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية. في العام الجديد، وفي ظل الوضع الجديد، إن العلاقات الصينية المصرية مقبلة على مستقبل واعد.

أولا، مواصلة تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة. يتعين على الصين ومصر دعم بعضهما البعض في حماية المصالح الأساسية. وتشكر الصين مصر على دعمها في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية للصين، وخاصة قضية تايوان، وستواصل دعمها لجهود مصر في حماية سيادتها وأمنها وإيجاد طريق التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية.

ثانيا، تعزيز التعاون العملي باستمرار. تحرص الصين على العمل مع مصر لتنفيذ البرنامج التنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال السنوات الخمس المقبلة، وتعميق التعاون العملي في شتى المجالات، ومواصلة الدعم لمصر في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، واستيراد المزيد من المنتجات المصرية المتميزة وتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار ومزاولة الأعمال في مصر. يجب على الجانبين الاستفادة من آليات التعاون على كافة المستويات وفي جميع المجالات، مثل لجنة التعاون بين الحكومتين، والعمل على بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، ودفع المشاريع الرئيسية مثل منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري، ومنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة والسكك الحديدية بمدينة العاشر من رمضان، وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة الجديدة والفضاء والطيران والتقنيات الزراعية والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والصحة.

ثالثا، مواصلة تعزيز التواصل الشعبي. تحرص الصين على العمل مع مصر لتعزيز التعاون في مجالات الثقافة والشباب والمراكز الفكرية والتعليم المهني وغيرها من المجالات، وتدعم مصر في تدريب المواهب، وتأمل في تحويل “ورشة لوبان” في مصر إلى النموذج للتعاون الصيني الإفريقي في مجال التعليم المهني. و ستشجع الصين المزيد من مواطنيها على السياحة في مصر، للاستمتاع بجاذبية الحضارة المصرية العريقة.

رابعا، تكثيف التعاون المتعدد الأطراف. تعد مصر دولة كبيرة في العالم العربي و الإفريقي والإسلامي و النامي. من المزمع أن يُعقد الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي واجتماع جديد لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في الصين هذا العام، وتتطلع الصين إلى العمل مع مصر لرفع التعاون الجماعي الصيني العربي والصيني الإفريقي إلى مستوى جديد، وخلق نموذج للتعاون عالي المستوى بين دول الجنوب.

 

 

وعن التعاون العربى قال :.

يصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، ومن المزمع أن يعقد الاجتماع الوزاري العاشرة في الصين، تحرص الصين على تعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب العربي لحسن تحضير الاجتماع، بما يفتح مجالا جديدا ويضخ حيوية جدية للعلاقات الصينية العربية.

 

وعن موقف الصين من الوضع الحالي في قطاع غزة؟

قال : يستمر الصراع في غزة في التصاعد، مما تسبب في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والكارثة الإنسانية الخطيرة، ويتوسع تداعياتها السلبية بشكل أسرع. تقف الصين دائما إلى جانب الإنصاف والعدالة، وتعمل مع الدول العربية والإسلامية على وقف إطلاق النار، وتبذل قصارى الجهد لحماية المدنيين وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.

كما أكده وزير الخارجية وانغ يي في مصر، إن الأولوية القصوى حاليا هي وقف إطلاق النار، وإن ضمان المساعدات الإنسانية هو مسؤولية أخلاقية ملحة. ومن الضرورة الاحترام الكامل لإرادة الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بالترتيب المستقبلي لقطاع غزة. إن تنفيذ “حل الدولتين” هو الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطينية. ستواصل الصين التمسك بموقف عادل، ولعب دورها كدولة كبيرة ومسؤولة، والعمل مع المجتمع الدولي على إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.

 

وعن إعلان نتائج الانتخابات لمنطقة تايوان مؤخرا، و موقف الصين من ذلك؟

اكد السفير الصينى أن الانتخابات في منطقة تايوان شأنا داخليا للصين، مهما كانت النتيجة، لا تتغير الحقيقة الأساسية، وهي لا توجد إلا صين واحدة في العالم، وتايوان جزء للصين، ولا يتغير التوافق الدولي السائد بشأن الدعم لمبدأ الصين الواحدة.

قبل 80 عاما، هنا في القاهرة، أصدرت الصين والولايات المتحدة وبريطانيا “إعلان القاهرة”، الذي نص بوضوح على “ضرورة إعادة اليابان تايوان الأراضي الصينية المسروقة إلى الصين”. في عام 1945، أصدرت الدول الثلاثة والاتحاد السوفيتي “إعلان بوتسدام” الذي أكد على ضرورة تنفيذ “إعلان القاهرة”. وقبلت اليابان “إعلام بوتسدام”، وأعلنت عن الاستسلام بدون شروط. وشكلت هذه الوثائق ذات الأثر القانوني الدولي دعامة النظام الدولي ما بعد الحرب، كما شكلت الأساس القانوني لحقيقة أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين.

لم تكن تايوان دولة على إطلاق، ليس في الماضي ولن في المستقبل. ولن يتحقق “استقلال تايوان”، ليس في الماضي، ولن في المستقبل. أي السعي داخل تايوان للاستقلال هو بمثابة تقسيم الصين، والأمر سيُحاسب بصرامة من قبل التاريخ والقانون. وأي انتهاك لمبدأ الصين الواحدة في العالم هو بمثابة التدخل في الشؤون الداخلية للصين وانتهاك سيادة الصين، وسيُقابل برفض جميع أبناء الشعب الصيني والمجتمع الدولي.

شكلت محاولة “استقلال تايوان” تهديدا خطيرا لرفاه مواطني تايوان، ومساسا خطيرا بالمصالح الجوهرية للأمة الصينية، وتخريبا خطيرا للسلام والاستقرار في جانبي مضيق تايوان، إنه طريق مسدود ولا أمل فيه. سوف تحقق الصين التوحيد الكامل، وسوف تعود تايوان إلى وطن الأم بكل التأكيد.

بعد انتهاء زيارة وزير الخارجية وانغ يي، نشر المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي الخبر على موقع الرئاسة، للتسليط الضوء على اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووانغ يي، حيث أكدا مجددا وعلنا موقف مصر من ملف تايوان، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال إن مصر تعتز بالعلاقات الصينية المصرية القائمة على الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، وتلتزم بمبدأ الصين الواحدة، وستنسق مع الصين لتعزيز السلام والاستقرار الدوليين. كما قال الوزير سامح شكري في المؤتمر الصحفي المشترك مع وانغ يي إن مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة، وظلت تدعم مبدأ الصين الواحدة.

كما نشر المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية جمال رشدي الخبر في موقع الجامعة العربية لتسليط الضوء على اللقاء بين وانغ يي والأمين العام، وقال إن الأمين العام استمع إلى شرح وانغ يي حول ملف تايوان، وخاصة نتائج الانتخابات في يوم 13 يناير، وأكد مجددا على دعم الجانب العربي الثابت لسيادة الصين وسلامة أراضيها، والالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة. نثق بأن مصر والجامعة العربية وغيرهما من أعضاء المجتمع الدولي ستواصل الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، وتدعم القضية العادلة للشعب الصيني لمعارضة نشاطات “استقلال تايوان” والسعي وراء إعادة توحيد البلاد.

 

وحول شن الولايات المتحدة هجوما عسكريا على الحوثيين باليمن، ردا على الهجمات على السفن في البحر الأحمر، و موقف الصين من ذلك؟

قال : تفاقم الوضع في البحر الأحمر كثيرا في الآونة الأخيرة، وتشعر الصين بقلق عميق إزاء ذلك، يعد البحر الأحمر ممرا دوليا مهما لتجارة البضائع والطاقة. وتدعو الصين إلى وقف الهجمات على السفن المدنية والحفاظ على انسياب السلاسل الصناعية وسلاسل التوريد العالمية وانتظام التجارة الدولية. كما نعتقد أن مجلس الأمن الدولي لم يفوّض أي دولة باستخدام القوة في اليمن، فيجب تجنب صب الزيت على النار في منطقة البحر الأحمر، وعدم زيادة المخاطر الأمنية في المنطقة كلها. ولا بد من التأكيد على أن التوتر الحالي في البحر الأحمر جاء نتيجة للصراع الدائر في قطاع غزة، فالأولوية حاليا تكمن في وقف الصراع في غزة في أقرب وقت ممكن، للحيلولة دون مزيد من التصعيد أو حتى الخروج عن السيطرة. لا بد لجميع الأطراف الحفاظ على سلامة الممر المائي في البحر الأحمر وفقا للقانون، وفي الوقت نفسه، يجب الاحترام الكامل لسيادة ووحدة أراضي لليمن وغيره من الدول المطلة على البحر الأحمر.

في ظل الوضع الراهن، تولي الصين ومصر وجامعة الدول العربية أهمية كبيرة للوضع في البحر الأحمر. إن “البيان المشترك بين الصين ومصر بشأن القضية الفلسطينية” والبيان المشترك بين وزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي” أطلقا صوتا عادلا، يدعو إلى تخفيف التوتر الإقليمي وإعطاء الأولوية لسلامة الملاحة في البحر الأحمر، الأمر الذي يعكس تطلعات المجتمع الدولي للسلام. ونأمل من كافة الأطراف المعنية لعب دور بناء ومسؤول للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر.

Eslam kamal

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى