تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في الثاني عشر و تفطر في الثالث عشر من يوليو كل عام بعيد الرسل، بعد صوم مستمر لمدة 45 يومًا، ويعد تخليداً لذكرى بدء تلاميذ السيد المسيح النبي عيسى بن مريم عليه السلام الخدمة في القدس، و التي امتدت إلى جميع أنحاء العالم حاملين رسالة السلام والمحبة لكل البشرية.
«بطرس وبولس».. قديسان من أهم أعمدة الكنيسة القبطية، تقدرهم الكنيسة وتمدحهم محتفلةً بعيد استشهادهم في الخامس من أبيب، الموافق 12 يوليو من كل عام
اختلفت نشأة وطبيعة القديسين، لكن مكانتهما كانت واحدة، فالقديس بطرس هو بحسب الرواية النصرانية من قال له السيد المسيح: «أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي..»، فقد ولد في بيت صيدا، وكان متزوجًا، حياته كانت بسيطة، ولم يتلق أي تعليم، بل كان جاهلاً ويعمل بصيد السمك، لكنه كان تقيًّا.
أما القديس بولس، فقد نشأ في مدينة طرسوس، وكان أصغر سنًّا، ملمًّا بالثقافة، متلقيًا قدرًا كبيرًا من التعليم، واشتهر بالثقافة وكثرة الكتب، وعكس القديس بطرس، كان بولس يهوديًا متشددًا .
ورغم نشأته تلك إلا أنه كان رسول الأمم، وأسس الكنائس، وعرف بتعاليمه في أعمال الرسل، وكان قطبًا هامًا في تثبيت الكنيسة الناشئة والانفتاح على الفكر اليوناني.
قُتل كلا القديسين في روما، في عهد الإمبراطور نيرون، لكن ليس في يوم واحد وعام واحد، حيث كانت تهمتهما هي التبشير بتعاليم المسيحية، فتم قطع رأس بولس باعتباره مواطنًا رومانيًا سنة 64 أو 67م، وهو تاريخ آخر رسائله، وهي الرسالة الثانية إلى تيموثاوس، لذلك يعتقد موته بعد حريق نيرون لروما.
أما القديس بطرس، فليس هناك تاريخ مؤكد لقتله، ويعتقد كذلك أنه قُتل قرب تلة الفاتيكان في روما بين سنة 64 و67 في عهد نيرون أيضًا، وقد تم صلبه، بجعل رأسه إلى الأسفل و رِجليه إلى الأعلى.
وبهذه الذكرى، احتفلت اليوم الخميس، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعيد الرسل الذي يأتي عقب انتهاء صيام الرسل الذي التزم به المسيحيون لـ45 يومًا، وقامت الكنائس بقداس «اللقان»، واللقان هو اسم أجنبي يعني بالعربية «وعاء» حيث يوضع فيه الماء للاغتسال، وعادة كان يتواجد مثبتًا في أرضية الكنائس في الماضي، لكن الآن توضع في وعاء عادي يصلي عليها الكاهن جاعلاً منها قوة للشفاء والتقديس، وصلاة اللقان طقس مسيحي يقوم من خلاله الكاهن بغسل أرجل الشمامسة والكهنة، في إشارة لما كان يقوم به السيد المسيح مع تلاميذه