تقارير و تحقيقاتسلايدرمقالات

طوفان الأقصى يشفي صدور الجيل الذي بكى دماً لمشهد محمد الدرة ليبكي اليوم فرحاً

 

بقلم/ مروة رضا

قبل أن أشرع في كتابة مقالي هذا، أود أن أذكر القارئ الكريم بأن جيلنا هذا هو الجيل الذي رأى رعب محمد الدرة في حضن أبيه مضرجاً بالدماء خلف صخرة التحفها كي تحميه من نيران العدو الصهيوني الغادر و لكن كان قدر الله تعالى أسبق و ارتقى الدرة و أبوه شهداء، و قد سالت دموع من الدماء على وجنات و خدود كل رجال و نساء و أطفال العالمين العربي و الإسلامي، و ذلك منذ 23 عاماً.

و ها نحن اليوم في 7 أكتوبر شهر نصر المصريين على الصهاينة في ذكراه الخمسين نشهد نصراً جديداً و انتقاماً قوياً للدرة و أقرانه و شيب و شبان الفلسطينيين و قد شفى الله تعالى صدور قومٍ مؤمنين و أيد المقاومة الفلسطينية الباسلة بجنود لم يروها و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمةُ الله هي العليا و مكنهم من رقاب الصهاينة قتلاً و أسراً و ترويعاً..

 

 

فمنذ فجر اليوم تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الاستنفار والانتشار الإعلامي بسبب عملية “طوفان الأقصى” التي تشنها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي، تنتشر الأخبار عن قوة الضربات الفلسطينية وتأثيرها في بث روح الانتماء وإحياء القضية الفلسطينية لدى العالم العربي وخاصة المصريين.

تلعب عملية طوفان الأقصى دورًا هامًا في إحياء الروح القومية وإثارة الانتماء للقضية الفلسطينية لدى العالم العربي والمصريين. مشاهد الصمود والعزيمة التي تبثها الفصائل الفلسطينية وقوة الضربات الموجعة التي يوجهونها إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني الغاصب، تؤكد على قوة النضال الفلسطيني ورغبتهم في تحقيق حقوقهم واستعادة الأراضي المحتلة. هذا يؤدي إلى تنامي الفخر والانتماء للقضية الفلسطينية ودعم المزيد من الجهود الدبلوماسية والسياسية لدعمها.

تعيش القضية الفلسطينية في الذاكرة العربية كقضية مشتركة وحقوقية وإنسانية. ومع استمرار عملية طوفان الأقصى وانتشار أخبار الضربات الفلسطينية، يتجدد الوعي العربي بهذه القضية وأهميتها. تتحول الانتفاضة الفلسطينية إلى رمز يشعل الشغف والحماسة في قلوب المصريين والعرب.

في السياق التاريخي، قام الفلسطينيون بمجموعة من التحركات العسكرية القوية ضد العدو الصهيوني خلال العقود الماضية. من بين هذه التحركات العسكرية الملحوظة:
1. الثورة الفلسطينية: بدأت في عقد 1960 وتستمر حتى يومنا هذا. شهدت هذه الثورة العديد من التحركات العسكرية من قبل الفصائل العسكرية الفلسطينية المختلفة. تضمنت هذه التحركات العديد من الهجمات على الأهداف الإسرائيلية وتصدي للقوات العسكرية الإسرائيلية.

2. الإنتفاضة الأولى (أو انتفاضة الحجارة): بدأت في عام 1987 واستمرت حتى عام 1993. شهدت هذه الانتفاضة موجة كبيرة من الصمود والتحركات العسكرية الفلسطينية ضد القوات العسكرية الإسرائيلية. قام الشباب الفلسطيني برمي الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الإسرائيليين في احتجاجات مستمرة ضد الاحتلال.

3. انتفاضة الأقصى (أو انتفاضة السكاكين): بدأت في عام 2015، استجابة للاقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى وتصاعد الاستيطان الإسرائيلي. قام الفلسطينيون بسلسلة من العمليات العسكرية المفتوحة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية، بما في ذلك الطعن بالسكاكين والهجمات بالسيارات في محاولة للدفاع عن أراضيهم وحقوقهم.

إن نشوة العالم العربي والمصريين بهذه الأحداث تأتي من حبهم الشديد للقدس والأقصى ومن عزمهم على الدفاع عن حقوق الفلسطينيين. هذه النشوة تنتج تأثيرًا قويًا في إحياء القضية الفلسطينية وإعادة إحياء الذكرى والأحداث المؤلمة لدى العدو الصهيوني.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأحداث تأتي في ذكرى انتصارات أكتوبر التي شهدتها مصر في عام 1973. تلك الانتصارات التي حققتها مصر والدول العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاصب كانت لها أهمية كبيرة للمصريين، حيث قدموا تضحيات جسيمة وبذلوا جهودًا مضنية لتحرير سيناء واستعادة الأراضي المحتلة.

بالتالي، يمكن القول أن نشوة العالم العربي والمصريين بعملية طوفان الأقصى وتأثير الضربات الفلسطينية تعكس رؤية وقناعة الشعوب العربية بأن القضية الفلسطينية لا تزال قضية حية ومستمرة. إنها تعكس أيضًا رغبة الشعوب في تحقيق العدالة وإعادة كتابة التاريخ بطريقة تكون مواتية للشعب الفلسطيني والعادلة لهم.

فتحية للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي أيقظت الأمة من سباتها العميق، و ذكَّرتها بأنها أمة و إن نامت إلا أنها لمت تمت، كما أوهمها الأعداء و أشبعوها لهوا و لعباً و تدليساً رجاء التطبيع و لكن هذه هي النتيجة، فلا نامت أعين الجبناء.

 

Eslam kamal

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى