دنيا ودينسلايدر

ماذا تفعل إذا وجدت نفسك سباقا إلى سوء الظن في الناس؟

دائما ما يسبق لدينا سوء الظن خلال التعامل مع النتاس، فربما يساورنا الغحساس بخيث الغير، ونتعامل معه من هذ المنطق، فنخسره للأبد، وقد يكون في التعامل معه خير كثير، وقد يسبق حسن الظن والتعلق الشديد بشخص يتبين غدره بعد ذلك، لذلك يقول القول المأثور: ” أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما”.

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

فالأصل في التعامل مع الناس أن نبدأ بحسن الظن، مالم يثبت لنا العكس، لذلك علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نزن الناس بميزان من الذهب، من خلال عشرات المواقف في السنة النبوية المطهرة، التي بينت كيف كان النبي يتعامل مع الغير، وكيف كان يكتشف معادنهمن حتى لا يسبق غضبه حلمه ولا ظلمه عدله.

فعن عمران بن الحصين رضي الله عنه قال: شهدت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وقد بعث جيشًا من المسلمين إلى المشركين، فلما لقوهم، قاتَلوهم قتالاً شديدًا، فمنحوهم أكتافهم، فحمل رجل من لحمتي على رجل من المشركين بالرمح، فلما غشيه قال: أشهد أن لا إله إلا الله، إني مسلم، فطعنه فقتله، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكتُ، قال: ((وما الذي صنعت؟)) مرة أو مرتين، فأخبره بالذي صنع، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فهلا شقَقْتَ عن بطنه فعلمت ما في قلبه؟))، قال: يا رسول الله، لو شققت بطنه لكنت أعلم ما في قلبه، قال: ((فلا أنت قبلت ما تكلم به، ولا أنت تعلم ما في قلبه!))، قال: فسكت عنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى مات، فدفناه فأصبح على ظهر الأرض، فقالوا: لعل عدوًّا نبَشه فدفناه، ثم أمرنا غلماننا يحرسونه، فأصبح على ظهر الأرض، فقلنا: لعل الغلمان نعسوا، فدفناه ثم حرسناه بأنفسنا، فأصبح على ظهر الأرض.

فالأصل في المؤمن أن يبدأ بحسن الظن والنية، يحملهماعلى الخير، ما لم يتبين له غير ذلك، وهو ما أمر به الإسلام في القرآن والسنَّة، ليغلق منافذ الشيطان حتى لا يوقع بين الناس العداوة والبغضاء والشحناء والخصومة، لأن المسلم إذا اجتهد في حمل تصرفات أخيه المسلم على الخير وحُسن النية، سلِم قلبه، وحفظ الأخوة بينهما.

وقد أمر الله تعالى المؤمنين بحسن النية والظن والخير، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 94].

وأنكر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أشد الإنكار على أسامة بن زيد حين قتَل من قال: لا إله إلا الله، مسيئًا الظن به أنه قالها متعوِّذًا.

وأخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم، عن هذه القضية، وقال: ((إن الأرضَ لتقبل من هو شرٌّ منه، ولكن الله أحبَّ أن يريَكم تعظيم حرمة: لا إله إلا الله)).

والحكمة من التحذير والنهي عن سوءَ الظن لأنه أصلُ كلِّ ضلالة في الأرض؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 116]، والسبب: ﴿ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116].

Eslam kamal

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى