سلايدرعلوم وتكنولوجيامقالات

الصحافة الحديثة بين الصحفي الروبوت والأخطبوط!! 

بقلم/محمد المشتاوي

صحفي مصري و مدرب متخصص في الصحافة الروبوتية والنيوميديا

في عام ٢٠١١ كانت بداية عملي في صحيفة ورقية يومية وكان هناك شاب يدعى أسامة يعمل كـ “مدخل بيانات” حيث يأتي بعض الصحفيين بالتقارير والمقالات مكتوبة على ” ورق الدشت ” ليقوم أسامة بدوره بكتابتها على الكمبيوتر فيما كان يعرف في الوسط الصحفي (بالصفيفة)، لترسل فيما بعد للتنفيذ والطباعة.

بعد عدة أشهر اتخذ مجلس إدارة الصحيفة قرارا بإلغاء وظيفة “مدخل البيانات” وأن الصحفيين غير القادرين على التعامل مع الكمبيوتر لن تقبل الصحيفة منهم موضوعاتهم مكتوبة على ورق فيما بعد.

كانت صدمة بالنسبة للصحفيين، خاصة كبار السن و اعتبروا ذلك تعنتا من جانب الإدارة وقطعا للأرزاق لهم ولشباب مثل أسامة، ولكن مر بعض الوقت و وجدت الصحفيين المتشبثين بـ” ورق الدشت” يكافحون ليستطيعوا الكتابة على لوحة مفاتيح الحاسب الآلي (الكيبورد) ببطء وضجر كبير ومع الوقت أصبح ذلك جزءاً من عملهم اليومي و وجدت أسامة يعمل في قسم تقني آخر فيما بعد.

لم أجد من يفقد مصدر رزقه بسبب التطور التكنولوجي إلا من لم يستطع تطوير مهاراته وقدراته لتواكب مفردات العصر الجديد، فكما تلغي التكنولوجيا وظائف، فإنها نفسها تفتح آفاقا لوظائف أخرى، فدون دراسات أكاديمية طويلة أصبح أي أحد قادر على الحصول على دورات مجانية على الانترنت ليعمل مصمم جرافيك او مبرمجا أو مونتيرا أو مسوقا أو كاتب محتوى للسوشيال ميديا أو يعمل في التجار الإلكترونية،  كل هذه الوظائف و أكثر منها من فتح الباب لها هو  التطور التكنولوجي.

في الوقت الذي ما زال كثير من الإعلاميين والصحفيين يحاربون دخول الروبوتات لعالم الإعلام وهو ما سيحدث عاجلا أم آجلا، ظهر على النقيض مصطلح آخر وهو ” الصحفي الأخطبوط” هو صاحب الأذرع الكثيرة الذي يستطيع الكتابة والتصوير والمونتاج والتصميم والتعامل مع التسويق الالكتروني واستخدام كل التطبيقات الحديثة التي تسهل عليه ذلك، فما كان لهذا الصحفي أن يولد دون أن يكون هناك أدوات تسهل عليه عمله.

الروبوتات ماهي إلا وسائل توفر عليك الوقت والجهد،و لذا عليك أن تستخدمها في تحقيق أهداف وليس تجاهلها أو منافستها، فليس منطقيا أن تنافس الآلة فيما تفعل بل تستفيد منها، فكيف سنحلل البيانات الضخمة دون الآلة وكيف سندقق كثيراً من المعلومات دون الآلة. 

ولكن جزء من المشكلة ومن معارضة الصحفيين الكلاسيكيين للروبوتات هو تعريف الروبوت نفسه، فالروبوت ليس الرجل الآلي الذي يقفز إلى أذهاننا حينما نذكر هذه الكلمة، وربما في مقالات أخرى نتطرق لما هي الروبوتات وكيف تصنعها وكيف توظفها لخدمة أهدافك وللقيام بمهام بدلا من استنفاد طاقتك لمحاربتها أو تأجيل انتشارها الذي لن يتحقق مطلقاً.

Eslam kamal

موقع حرف 24 الإلكتروني الإخباري يهتم بالشأن المصري والعربي يركز على القضايا الاجتماعية ويلتزم المهنية
زر الذهاب إلى الأعلى